الأحد، 24 فبراير 2013

التنمية تـطـور الـمـفـهـوم ومـجـالات الـتطـبـيـق " ولايــة الـجـزيـرة " - يوسف حسن


بسم الله الرحمن الرحيم




التنمية
تـطـور الـمـفـهـوم ومـجـالات الـتطـبـيـق
" ولايــة الـجـزيـرة "





            







                       إعــــــداد :
                           يـوسـف حـسـن محمد يس
                          
                      السودان - يناير 2009م


مقدمة :
   هذه الورقة خلاصة معايشتي ومتابعاتي وكتاباتي وقراءاتي لكتابات الاخرين في مجال التنمية عامة وفي ولاية الجزيرة ولاية ومشروعا وسكانا خاصة .
    سأتناول في هذه الورقة التنمية من ناحية علمية أكاديمية كمقدمة لأزمة وسأورد فيها بعض التعريفات العلمية لمصطلح التنمية ولاطوار التي مر بها مفهوم التنمية ومستويات ومجالات التنمية ومراحل المشروع التنموي وما يجب أن يشمله وسأورد الجدل العلمي الذي دار بين الغربيين والشرقيين حول التخلف والتنمية وفرص ووسائل التنمية وسأعرض ملخصا لملاحظات وعن مسيرة التنمية ومعوقاتها . ثم انتقل الي لب الموضوع مبتدئا بالواقع التنموي في ولاية الجزيرة وأسباب ومسببات او مسببي النكسة لأخلص الي توصيات ارى ان العمل بها سيجعل تخطي النكسة الي النهضة التنموية بالمعنى الحديث امرا ممكنا .
   فقط أرجو أن اشير الي أننا إذ نجري هذه الدراسات ونعقد هذه الورشة إنما نسير في درب سلكة حزب الامة منذ نشأته . حيث تثبت مدوناته الاتية أنه دأب على دراسة مشاكل العرض والمواطنين واقتراح الحلول لها وتقديم ذلك في شكل برامج انتخابية هي :
1.    برنامج 1953م وهو برنامج ذكرت فيه المشاكل والحلول بالتفاصيل
2.    برنامج آفاق جديدة ( بعد اكتوبر1964م).
3.    برنامج إصلاح وتجديد .
4.    برنامج نهج الصحوة ( بعد انتفاضةرجب ابريل 1985م).
5.    برنامج وثبة (بعد دعوة تفلحون والمؤتمر العام السادس لحزب الأمة).
نسأل الله أن يوفقنا على درب خدمة ديننا ووطننا ومواطنينا .
                                                      
                                                     يوسف حسن








المعنى : لغة وإصطلاحا .
اطوار المفهوم :من الاقتصاد الي احتياجات الإنسان ،ثم حقوق الإنسان "تحولها مركز إهتمام التنمية من الاقتصاد إلي الإنسان " .
مستويات التنمية .
مجالات التنمية .
التنمية والمجتمع المحلي .
أولويات التنمية .
خطوات التنفيذ .
تنمية الموارد : البشرية ،الإقتصادية .
تنمية المهارات .
تنمية القدرات .
إكتشاف ورعاية ودعم الإبداع والمبدعين .
إكتشاف ورعاية ودعم النابغين .
إكتشاف ورعاية ودعم ذوي القدرات في التخصصات النادرة .
ملاحظات وخلاصات من تجارب التنمية في السودان :
     قد تنطبق كثير من هذه الملاحظات على مسيرة التنمية بصفة عامة ولكنها بالنسبة للتجارب السودانية ملاحظ من رأى وسمع وعاصر إذ بمتابعة مسيرة التنمية في السودان لاحظ المتأملون والدارسون أن ما شابها من قصور او انتابها من انتكاسات يرجع الي اسباب منها ما يلي :-
·       القصور الموضوعي في مفهوم التنمية .
·       الفجوة بين التمويل المطلوب وماهو متوفر فعلا .
·       لا يتم الـتأسيس على تقييم البرامج اللاحقة وفق السابقة [1].
·   استمرار تأثير الدلالة الاولى لمفهوم التنمية بحيث بقي اسي الابعاد الاقتصادية والمادية لعملية تطوير المجتمعات وترقيتها ومن امثلة ذلك:
                أ‌-    التعليم يقاس بالبنية المادية وليس بالتنشئة الاجتماعية ومضمونها الثقافي والأخلاقي وبما يشبه تصديق وتطبيق المثل القائل (القلم مابزيل بلم) .
               ب‌-   الاقتصاد يقاس بسوق العمل والتنافسية والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة وليس بمعاير عدالة التوزيع وتطوير وزيادة القدرات والموارد في علاقة ندية مع السوق العالمي .
·   استمرار تأثير المورثات السالبة مثل الموقف من تعليم المرأة وعملها والفهم الخاطئ لبعض المصطلحات كالزهد والتوكل وبعد الأمثال والأقوال المأثورة مثل (انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ،وإن جريت جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش ).
·       عدم تقدير قيمة الوقت وإهداره في الانس والمجاملات على حساب العمل .
·       عدم توسيع مفهوم ومعنى التطفيف المذموم دينيا ليشمل اتقان العمل واداء الواجب وصلة ذلك بالحقوق .
·   الإستعجال على جمع المال وتفضيل الحصول على النقد ولو بمزاولة اعمال هامشية والاستثمار في المتاجرة في الجاهز بدلا عن خوض عمار معارك الانتاج .
·       محاولة اللحاق بركب التقدم والتطور بالمحاكاة والتقليد بالمظهر أكثر من الجوهر كالاهتمام باللبس والمنزل والأثاث .
·   وجود خلل واضح في ترتيب الأولويات بحيث يتم تقديم المهم على الأهم والكماليات على الضروريات وعدم التخطيط الاستراتيجي .
·       عدم الإنتباه الي عدم مطابقة واقع السلوك الفردي والجماعي لمفاهيم ومقتضيات الوطنية والجماعية والحكم .
·   عدم نشر وشرح النصوص والاحكام الدينية التي تبين الموقف الايجابي للدين من ترقية الحياة كالحض على الإهتمام بالتعليم والصحة والعمل واحكام الاستهلاك والبيع والشراء وسائر المعاملات وإبراز ذلك بمرتبة الاوامر والفرائض .
·   اعطاء الاولوية في تنفيذ المشاريع للأسباب والأغراض السياسية وهذا يحدث وحدث فعلا في العهود الشمولية بغرض الدعاية او للاستقطاب او لخدمة جهة الحاكم وأهله .
·   غياب الوازع الديني والوطني عن ضبط او توجيه السلوك الفردي وذلك ناتج عن عدم استعب الدين كنهج للحياة الفردية والجماعية في الدنيا وحصره في العبادات والسلوك الفردي . وفعل مارتن لوثر كنهج عندما ربط في مواعظه ودروسه الدينية حسب المذهب البروتستانتي بين النجاح في الدنيا والنجاح في الآخرة حيث الاولى دليل الثاني .
·   نزوع الفرد الي الانانية وحب الذات وطغيان الصالح الذاتية على المصالح العامة لتصبح مخالفة القوانين والقفز على مصالح المجتمع بالغش والكذب والاختلاس وقبول الرشوة بنوع من (الفلاحة والشطارة)،يكتفي مستنكرها بضحكة لايتجاوز العقاب عليها الربت على الكتف مع مط كلمة (شاطر او فالح او حرامي) بصورة مازحة لاترد ولاتغضب .
·   غياب قوة الردع القانوني مما ادى من الجراة . وعدم الاكتراث : من أمثلة ذلك الإعتداء على اعمدة تلفونات الجزيرة للإستفادة منها في سقف المنازل او نحو ذلك دون اكتراث بالضرر الكبير الذي ترتب عنها وهو قطع الاتصالات التلفونية وتعطيل دورها في ربط قناطر الري ببعضها .
·   تجاوز السلطات عن اخطاء مسئوليها واسبال الستر عليهم بل تقنين مخالفاتهم ، بالعفو والاعضاء والتصديق ربما باثر رجعي ببيع ممتلكات القطاع العام للمنسوبين باسعار زهيدة بإسم الخصخصة او التخلص من الفائض او نحو ذلك .
·       الاندفاع في اصدار قرارات خطيرة ولاسراع إلي تنفيذها جزما بصحة النظرية دون اخضاعها لما يلزم من شورى ومقارنة مجتمع وزمان وظروف المنظربمجتمع وزمان ومعتقدات المجتمع الذي يراد تطبيقها فيه الأمثلة على سبيله وخطأ وخطورة ذلك وفرتها لنا تجارب التأميم والمصادر بمحاربة للملكية الخاصة في بداية العهد المايوي على ايام خضوعه او تبنيه للفكر الشيوعي . كما وفرتها لنا تجربة الانقاذ في خصخصة المؤسسات العامة كنوع من محاربة الملكية العامة ومن محاولة خصخصة مشروع الجزيرة وممتلكات المزارعين التعاونية وتقليل مساحة القطن فقد ادت الي النتائج الأتيـــــــــــــة :-
o      تدهور الانتاج ومن ثم تدني الدخل وتراجع دور المشروع الاقتصادي والاجتماعي .
o   فقدو الافراد والمجتمع دخلا اعتادوا عليه من عشر فرص عمل كانت متوفرة لكل قادر على العمل وموزعة على تسعة شهور كل عام .مما زاد من نسبة البطالة التي تقدر أصلا بنسبة 34% ، وقطع اسباب الرزق على عدد هائل من الناس.
o      تشريد عمال وموظفين بعضهم افنى زهرة حياته في خدمة المشروع .
o   اضطرار كثير من الشباب إلي الهجرة إلي المدن ولضخامة عدد المهاجرين يكفي ان نذكر أن عدد الأسرالتي هاجرت بلغ سبعين اسرة في قرية عدد سكانها لا يتجاوز الف وخمسمائة نسمة ومعلوم ان عدد افراد الاسرة يقدر في المتوسط بحوالي سبعة افراد أي نسبة المهاجرين حوالي ثلث السكان ! وهذا يعني فيما يعني افقار القرى من ناحية رصيدها البشري خاصة من الشباب الذين هم اول وأكثر المهاجرين لا سيما المتعلمين منهم .
o   خصم المهاجرين من قائمة المنتجين واضافتهم إلي قائمة المستهلكين ومن قائمة العاملين في اعمال اساسية في الريف  إلي قائمة المشتغلين باعمال هامشية في المدن . وكان يمكن تفادي ذلك بتوفير فرص عمل تستوعبهم عددا وتخصصات بإقامة مشاريع صناعية تعتمد على الانتاج الزراعي والحيواني.
o      تفريق شمل الاسر بينما عالميا يجري العمل على لم شمل السر التي فرقتها الظروف السياسية مثلا .
o   ارهاق المدن لاسيما العاصمة بإعداد لا قبل لها بها من المهاجرين مما أثر سلبا على العلاقة بين اهل الريف والحضر ، هؤلاء يشكون من المضايقة واؤلئك يشكون من سوء المعاملة وقد تمثل ذلك في :-

1.    زيادة ظاهرة السكن العشوائي وسلبياتها.
2.    المضايقة في فرص العمل.
3.    المضايقة في المواد التموينية.
4.    المضايقة في السكن ورفع قيمة الايجار.
5.    المضايقة في المواصلات – مزاحمة وتضيع وقت انتظار لفرصة ركوب في الحافلة.
6.    مضايقة في الخدمات الصحية.
7.    معاناة الغريب نفسيا.
8.    تقصير المهاجر النازح تجاه والديه واسرته.
9.    معاناة من تركهم خلفه من الوالدين والزوجة والأولاد.

هذا مع وجود الوسط الأفضل بين الخطأين وهو الاقتصاد المختلط المؤسس على معقولية وجدوى كفالة حرية الملكية الخاصة ومشروعية الملكية بل ووضوح خطأ وضرر تفريط الدولة في ملكية المرافق الإستراتيجية مثل قطاع المواصلات وبعض الصناعات خاصة تلك التي تتعلق بالسلع التموينية الأساسية كالدقيق والنسيج والزيوت ومن أمثلة ما ترتب من اضرار على تفريط إتحاد مزارعي الجزيرة في ملكية المزارعين لمؤسسات امتلكوها بل هي ملكهم – عبرمجلس إدارة المشروع أو مؤسستهم التعاونية مثل :-
1.    سكة حديد الجزيرة .
2.    مصلحة الهندسة الزراعية .
3.    مصلحة الحفريات .
4.    مصنع الدقيق المشهور بمصنع قوز كبَرو.
5.    مصنع نسيج الحاج عبدالله ...وغيرها

الواقع التنموي في ولاية الجزيرة :-
      إذا قيست ولاية الجزيرة بغيرها عن الولايات وأخذا التنمية بجانبها الاقتصادي الذي يركز على كمية الإنتاج والعائد منه ستجد أنها في القمة ، إذ قام فيها منذ عشيرينات القرن العشرين أكبر مشروع زراعي في افريقيا لينتج القطن لمصانع بريطانيا وهو مشروع الجزيرة . وعلى الرغم من ان الهدف الاساسي للمشروع كانت خدمة الاقتصاد البريطاني إلا أن انسان الولاية بل انسان السودان استفاد منه كثيرا كمصدر للدخل وسبب لتوفير المياه لمحاصيل آخرى نقدية وغذائية بجانب الدعم للخدمات الاجتماعية بنسبة 2% من ارباحه . ولاحقا قامت مشاريع سكر الجنيد ومصانع الدقيق في الحاج عبدالله وكبَرو والنسيج في ....والحصحيصا .
     يؤخذ على المشروع أن الانسان فيه كان وسيلة لا غاية وهذا طبيعي في مشروع ابوه وراعيه هو الإستعمار ولكن رغم ذلك فقد كانت اجراءات الصحة الوقائية صارمة كما قامت بعض نقاط الغيار والشفخانات وآبار المياه الجوفية وتم ربط منطقة المشروع داخليا وخارجيا بشبكة تلفونية .كما وفَرت إدارة الخدمات الاجتماعية الإرشاد النسوي في التدبير المنزلي واعمال الإبرة...وصدرت جريدة الجزيرة حاملة اخبار المشروع ومافيه ودعمت الادارة الحركة الرياضية والثقافية من خلال دعمها للأندية التي تبارى اهل المنطقة في انشائها كمظهر من مظاهر الرقي والتطور.
   بكل اسف " اللَماه النمل وطاه الفيل " وربما العكس صحيح ولكن (الوطية) أي التدمير حصل في في العقد الأخير من القرن العشرين أي في عهد الانقاذ الذي سيس الادارة فقدم الولاء على الكفاءة وادار ظهره للنظام المالي والإداري الذي كان سائدا وناجحا ودخل في تجارب غير مدروسة آدت إلي تدهور الغنتاج وإنهيار المشروع ثم فكر وشرع في خصخصة المشروع مبتدئا بغدارات مهمة كالهندسة الزراعية وبلا مبرر استبدل سكة حديد الجزيرة – كناقل معروف وناجح – بالناقل الأهلي والتجاري مثل القندرانات واللواري وياللفارق .
    تبعا لتدهور الانتاج تدهورت الخدمات إذ توقف دعمها وتدنى دخل المزارع  والعامل ومع تقليل مساحة القطن ضاعت كثير من فرص العمل وضاع السوق العالمي الذي كان حاجزا ومحجوزا لقطن السودان كل تلك العقود من الزمان .
    علينا أن نستعيد حقيقة ان المشروع كان من خلال زراعة القطن يوفر اكثر من عشر عمليات زراعية توفر فرص عمل لكل راغب وقادر على العمل في الجزيرة وما جاءها من الولايات شرقا وغربا حتى دارفور وشمالا حتى جزيرة تنقسي وبعدها
العمليات الزراعية هي : تحضير الارض بالحرث ومسح الجداول والتقانت وتقريعلا ابو ستات وثم الزراعة والتيراب والنظافة (الحش) ثم الشلخ ثم الطرَاد واعادة المسح ثم اللقيط والكبس وترحيل جوالات القطن إلي محطات التجميع ليحملها القطر . ثم قلع سيقان القطن وكنس أوراقه وساقها وحرقها . هذا إضافة إلي أنه كان يوفر العلف الأخضر لكل بهائم الجزيرة وما جاورها في الفترة من نهاية فبراير الي نهاية أبريل من كل عام ...وبالطبع يتبع ذلك توفير اللبن بكميات تفوق الاستهلاك فتنشط عملية صناعة السمن البلدي . هذا بجانب اتاحة فرصة سنوية لدعم عملية صهر القبائل وتلاقح الثقافات والعادات والتقاليد بإتجاه تشكيل مكوَن مشترك من الثقافة ولاشك أن ذلك من شأنه أن يدعم مشروع الأمة السودانية والوحدة الوطنية .كل هذا أضاعته سياسيات الانقاذ.ولكن ليست سياسات الانقاذ وحدها هي المسئولة بما حصل . إذ كان ينبغي لأهل الجزيرة وأن تكون العمليات الزراعية قد اصبحت لهم موروثالا يمكن تغييره والارتباط بالارض ارتباطا لايمكن الفكاك منه . للأسف هذا لم يحدث ولعل ذلك يعود الي الجانب السلبي من استخدام العمالة الوافدة – الأمر الذي جعل بعض المزارعين يتصرفون فقط كمشرفين او مراقبين عمال . ينحصر دورهم في مهام احضار العامل ووصف العمل والاتفاق على الأجر ثم استلام العمل وتسليم الأجر..
    لابد أن نعترف بأنه كانت هنالك سلبيات بل ما تزال موجوده وهي شريكة فيما حدث من تدهور وتدني منها مثلا:
1.  خلفية بدوية تعتبر العمل اليدوي دليل وضاعة لاتناسب صاحب المركز الرفيع وكل الناس يظن ان مركزه رفيع أو يريد ذلك .
2.  التواكل واسناد مهام متابعة العمل والقيام بواجبات المجاملة لبعض افراد الاسرة وربما واحد منه هو الأب او الأبن الأكبر وهي مهام بعضها على حساب الآخر والأولوية للمجاملة وإن كانت بعض الاسر قد دخلت الحقل لاحقا .
3.  اهدار الوقت وتضيعه في النوم والونسة والمجاملة في المناسبات الاجتماعية على نطاق المنطقة – المعارف وليس فقط في اطار الاسرة الممتدة .
4.  الأثر التلقائي لبعض الأقوال السالبة التي تجري مجرى الأمثال مثل الفهم الخاطئ لمقولة كان جريت جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش ، وكذلك الفهم الخاطئ للزهد بإعتباره اعراض عن الدنيا وما فيها بالتالي عدم بذل جهد في الكسب.
5.  يؤخذ على الشباب ان كثيرين منهم اعتبروا العمل الزراعي لا يناسبهم كمتعلمين او حتى كشباب يجب ان يعيش عصره فاندفعوا في محاكاة لظاهر الحضارة والحضر في اللبس والسلوك وفاتهم حتى تقليد جوهرها المتمثل في حب العمل والحرص عليه وتجويدهوأن من معاني الحداثة أن يقيم الانسان بعمله ودرجة اتقانه .
     وهذا البعض من الشباب تعفف عن العمل اليدوي الزراعي وعاف القرية وتكبر عليه وهاجر إلي المدن لينخرط في اعمال هامشية مستهلكة ومهلكة وغير قابلة للتطور كالكمسرة والبنشرة والحلاقة والبيع المتجول واحسنهم من وجد فرصة (بيع) في دكان ! أهمية هذا الاعتراف ان يعرف كل طرف ما يليه من مسئولية وما ارتكبه من خطأ فيصححة . لأ أن يرمي بالأئمة على غيره فقط .
مــــــالذي يمكن عمله ؟
مهما كانت درجات الدمار والتدهور والتدني فهنالك الرصيد التالي الذي يمكن أن تبدأ منه عملية اعادة البناء والاستنهاض :
1.    الأرض موجودة . كثير من البنى التحتية موجودة أو قابلة للإصلاح كالخزانات والترع والقنوات الفرعية والكباري بعض المباني .
2.    ركام الخبرة الزراعية.
3.  إمكانية الأستفادة من النكسة على قاعدة (العترة بتسمِح المشية ) وكل ما لم يقتلني يقويني ، وان سلم العود اللحم بعود.وغير ذلك من المأثورات .
4.  الرصيد المعرفي الضخم المتمثل في النسبة العالية من المتعلمين نساءا ورجالا ومن بينهم ذوي درجات عليا في تخصصات مفيدة ومطلوبة لعملية إعادة البناء والاستنهاض .
5.  الواقع يتيح فرصة او يفرض فكرة مراجعة التركيبة المحصولية وفي نطرح سؤلا حول إمكانية أو جدوى الاستمرار في زراعة القطن كمحصول نقدي – كما كان – أو العدول عنه إلي غيره هذا ما ينبغي دراسته دراسة علمية عميقة اقترح الشروع في تنظيم ورشة علمية للإجابة على هذا السؤال .
6.  أؤيد ما انتهى إليه الباحث زهير المبارك[2] بدعوته لاعادة تأهيل المشاريع الزراعية الكبرى وليس هنالك مشروع اكبر عمرا ومساحة ومستفيدين من مشروع الجزيرة .   



















الـــــتــــوصــيـات :-
    بناء على ما سبق توصي الورقة بما يلي :
1)    تبني سياسات توقف وتزيل هذه السلبيات .
2)  إعطاء اولوية لإعادة المشروع سيرته الاولى مع مراجعة التجربة لتفادي سلبياتها والاستفادة من التجارب الحديثة وتطبيق المفهوم الحديث للتنمية .
3)    التخطيط لصناعات كبرى تعتمد على الانتاج الزراعي والحيواني .
4)    مراعاة توفير فرص عمل اكثر عند التخطيط .
5)  ان تتنافس الاحزاب في وضع برامج تنموية قابلة للتنفيذ وتقوم على اساس أن الانسان هو غاية التنمية وليس فقط وسيلة من وسائل الانتاج .
6)    إعطاء اولوية للإستهلاك والاحتياجات عند التخطيط للإنتاج أي تقديم احتياجات المجتمع على احتياجات السوق .

توصيات لمجال النشاط الثقافي :-
    التخطيط لثورة ثقافية جادة تطبق بكل جدية تشمل ما يلي :-
§       توظيف وقت مناسب في قنوات التلفزة الولائية والقومية في برامج تعليمية تثقيفية توجيهية .
§       التوعية بموعقات التنمية من ثقافة وعادات وتقاليد وسلوكيات سالبة .
§   توظيف النصوص الدينية والحكم والأمثال الداعية والداعمة للتنمية والتطوير نحو الأفضل،مثلا قوله تعالى:" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"
§   هذه الآية في سورة الجمعة وبعد آية فرض صلاة الجمعة التي يقول فيها الحق عز وجل "يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون"
§   ما معنى هذا؟معناه ان الله يأمر المؤمنين بأن يستجيبوا لنداء الصلاة ويتركوا لذلك التجارة"ذلكم خيرٌلكم" ثم يأمرهم النص التالي بأ يتفرقوا بعد الصلاة للكسب و التجارة وطلب الرزق.
§       الآيتان تبينان دعوة ديننا للموازنة بين مطالب البدن و الروح وواجبات الدنيا و الآخرة: 
أمر بترك العمل في وقت الصلاة أمر بطلب الرزق بعد الصلاة في السنة النبوية عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لأن يحتتطب أحدكم حزمة على ظهره خيرٌ له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه، وفي السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كان داؤود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده" وفي السنة أيضا" كان زكريا عليه السلام نجارا" وفي السيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رعى الغنم وعمل بالتجارة وفي الأثر قصة رجل شكى الفقر فقيل له تزوج وحديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" ما أكل أحد طعام قط خيرامن ان يأكل من عمل يده وإن نبي الله داؤوود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده "رواه البخاري
§   استخدام الأدب والفنون والمسرح ايجابيا وبفاعلية ورسالية بإتجاه نهضة المجتمع وزيادة معافة وترقية ذوقه وتصحيح كل سلوك خاطئ .
§       تبني برامج التنمية الثقافية والممارسة الديمقراطية ز
§   وضع برامج يشترك فيها المرشدون والاعلاميون في محاربة العادات والتقاليد وانواع السلوك الضارة (الخرافة، التواكل ، المفاهيم الخاطئة للزهد وغيرها..) .
§   الخروج من نفق المسلسلات العاطفية والوهمية الي مسلسلات ومسرحيات هادفة تحارب التعطل وتعطي الانسان قيمته بما يعمل وبما يتقن لتشجيع الانتاج والاتقان .
§       مراجعة طريقة تقييم الاداء التعليمي .
§       تشجيع تشجيع انشاء الأندية الثقافية الرياضية .
§   إحياء الدور التربوي والتوجيهي للجد والحيوية ولو عن طريق الاذاعة والتلفزيون ولا بأس بتقديم بعض القصص والأحاجي المفيدة .
توصيات في مجال التعليم :-
§       محو الأمية الأبجدية والوظيفية والتكنولوجية والمهنية والسياسية .
§   التأكيد على أهمية أن يلم كل بما يلزمه لمهنته من معلومات ومهارات ووسائل وقبل ذلك الأحكام والأداب المتعلقة بها بحيث لا يمارس التجارة إلا من عرف الحلال والحرام كما قيل وكذلك في غيرها .
§   محاربة اسباب التسرَب والانقطاع عن الدراسة كالإعفاء من المصاريف لمن يعجز عن دفعها بل العودة الي ماضي اعطاء نثريات ومصاريف للفقراء . هذا مع السعي الحثيث للعودة لمجانية التعليم العام على الأقل .
§       مراجعة النظام التعليمي وربطه بإحتياجات التنمية والأهداف الاضافية .
§       الاهتمام بالتعليم الفني والمهني بمختلف مستوياته لتوفير العمالة الماهرة والفنيين المؤهلين .
§       توجية التعليم الجامعي حسب احتياجات المجتمع الآنية والمستقبلية وربط الجامعة بالمجتمع .
§       دعم الباحثين والدارسين في التخصصات التي يحتاجها المجتمع .
§   تشجيع الراغبين في الدراسات العليا لا سيما في التخصصات التي يحتاجها المجتمع على اساس كل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب

الخـــدمات الصحية :-
عرفت الجزيرة بمرض البلهارسيا والملاريا كجانب سلبي لتدفق المياه ودوام الخضرة ولكن أهل الجزيرة لم يعرفوا أمراض سوء التغذية بدرجة أن يتطلب الأمر عقد ورشة[3] في عام 2008م الأمر الذي يربط التنمية بالصحة ولذلك توصي الورقة بالقضاء على الأمراض المستوطنة والمزمنة (البلهارسيا والملاريا) واشعال الحرب ضد البعوض .
وقــــائيـــــــا :-
1.    رش المنازل والمياة الراكدة والبرك .
2.    توفير الناموسيات .
3.    الغذاء الكافي .
4.    تناول الغذاء الذي يحتوي على فيتمينات ، اللبن الفواكهة الخضروات .
5.  تأمين الحصول على مياه شرب صحية باستمرار بمعنى تجنب الموطن خطر الشرب مباشرة من الترع خاصة في فترة الصيف الشئ الذي يحدث بسبب تعطيل الوابورات او انعدام الجاز او انقطاع الكهرباء وهو قد يستمر لأيام واسابيع إذ أن شرب المياه غير الصحية مرة واحدة تكفي للإصابة بالمرض .

عــــلاجيـــــــا :-
 تاهيل الشفخانات والمستشفيات القائمة .
1.    إنشاء شفخانات ومستشفيات في المناطق التي ليس بها منها شئ .
2.    توفير الكادر الطبي المؤهل .
3.    العودة الي العلاج المجاني بأسرع ما يمكن .
اقتصـــاديــــــــــا :-
1.    وضع برامج ثقافية تربط الأداء الاقتصادي بالاخلاقي بيعا وشراء وانتاجا وتوزيعا واستهلاكا .
2.    الهجوم على الفقر بكل ايدي افراد الأسرة .
3.    أن يشارك في العمل جميع افراد الأسرة القادرين عليه ، الطلبة يشاركون في العصريات والعطلات .
4.    استخدام الأفران المنزلية (البلدية او الصناعية) لصناعة احتياج الاسرة من الخبز .
5.  التحفيز على غرس اشجار الفاكهة بحيث لا يخلو البيت من شجرة ليمون وجوافة ومانجو على الاقل .صناعة الشعيرية والمكرونة بالماكينات الصغيرة التي يستحسن تصنيعها محليا بدلا من استيرادها من الخارج .
6.    صناعة بعض انواع الحلوى .
7.  تشجيع وتطوير وسائل التجفيف المنزلي للخضروات (بامية خضراء، ملوخية...الخ) والالبان للإدخار من مواسم الوفرة الي اوقات الندرة .
8.    العمل على ان تكون هنالك عصارة زيت في كل قرية مع العمل على تحسين صناعتها وضمان جودة انتاجها .
9.    تشجيع صناعة المربات من الطماطم والبطيخ والقرع وغير ذلك .
10.        تشجيع قيام الجمعيات التعاونية والشركات والمؤسسات التجارية للإستثمار في انتاج المنطقة الزراعي والحيواني صناعة وتجارة .
11.                   تشجيع الافراد و الاسر على صناعة منتجات الألبان ، سمن ، جبن ، لبن جاف .
12.                   تحفيز الاسر المنتجة بجوائز مغرية .
13.                   التحفيز على الجودة بجوائز مغرية .
14.                   إحياء صناعات الجدات .
15.                   تشجيع صناعات الغزل والنسيج وملابس البرد والطواقي والشالات والمناديل .
امتدادات أو مشاريع زراعية جديدة :-
 توفير الكمية اللازمة لسد أي نقص ينتج عن تأخير او شح او انقطاع الامطار حتى لا تتأثر الزراعة المطرية سلبا بذلك . ولو اقتضى ذلك تعديل اتفاقية مياه النيل .
§   اجراء الدراسات والبحوث اللازمة للإستفادة من الاراضي المهجورة في اطراف الولاية في الشمال والجنوب الغربي وعلى طول شرق النيل .
في جانب الثروة الحيوانية :-
§       العودة الي تربية الطيور المنزلية : دجاج وحمام وبط مع تطوير وسائل تربيتها سكنا وغذاء .
§       تشجيع تربية الأرانب .
§   تنفيذ التوصيات التي انتهت إليها البحوث والدراسات بخصوص ادخال الحيوان في الدورة الزراعية بحيث يصير فرضا على المزارع أن يكون مالكا مربيا لبعض الحيوانات ) ماعز، ضان، بقر لإستهلاكه وللإستثمار والبيع في السوق ) وما أمكن شن حرب إعلامية اجتماعية على المزارع الذي يشتري ما يمكنه انتاجه مثل اللبن ومنتجاته واللحوم بأنواعها والخضر والفاكهة والذرة والقمح والدخن والفول والبهارات (التوجيه بتخصيص مساحة لزراعتها في كل حواشة) .
§       توفير الخدمات والثقافة البيطرية .
§       إنشاء مصانع صغيرة و كبيرة للإنتاج الحيواني .
§       زراعة الأعلاف وتطوير طرق حفظها وتخزينها .
وتبعا لإقتراح ايجاد جهاز مركزي لتوجيه النشاط الاقتصادي والاجتماعي عن طريق التخطيط التاثيري يرى إمكانية حصر أهم دواعيه في الأسباب الأتية :-
1.  الحيلولة دون تبذير الموارد الإقتصادية ولاسيما (العناصر المفقودة) نسبيا ،أي العناصر غير المتوفرة بمقدار كاف كرؤوس الاموال والخبرة الفنية والإدارية .
2.  الحيلولة دون التوسع في النشاطات الإقتصادية التي لايحتاج إليها البلد وذلك بترشيد الإعفاءات الممنوحة تحت قانون الاستثمار وغيره من القوانين .
3.  التأكد من عدم التقصير في تنفيذ بعض المشاريع الضرورية أو المهمة بالنسبة للتنمية الشاملة كالتقصير الذي لازم تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي .
4.  إبعاد الهزات العنيفة التي قد ترافق عملية التنمية الاقتصادية والحيلولة دون الوقوع في أزمات حادة او اختناقات تعيق عملية التنمية التحتية بسبب نقص او عدم كفاية مستلزمات التنمية الاقتصادية مثلما تم في العام 1992م عندما وجهت الدولة موارد ضخمة للقطاع الزراعي ونجم عن ذلك انتاج هائل حال ضعف وسائل النقل ومواعين التخزين دون الإستفادة منه .
5.    تسهيل مهمة التنسيق بين السياسيات المالية والنقدية والتجارية .
6.  الحيلولة دون الإفراط في الإستهلاك وبالتالي عرقلة تكوين تراكمات رؤوس الأموال والعمل على زيادة معدلات (الفائض الاقتصادي) لتمويل التنمية .
القــــــــــرض الدوار :-
   إلي أن تستعيد إدارة مشروع الجزيرة قدرتها على العودة الي توفير السلفيات اللازمة المتزامنة مع العمليات الزراعية أو حتى يتم تنفيذ مخطط دكتور عادل وانطلاقا من فكرة (صندوق الختة) وتطبيقا لمبدأ القرض الحسن – تجاوزا لما شابه من ممارسات وتجاوزات خاصة اضرت بالإقتصاد القومي وربما أدت الي إنهيار بعض البنوك .
  اقترح أن ينتظم الناس – في مجموعات صغيرة على مستوى الحي أو القرية أو الأسرة الممتدة لدفع مساهمة معينة تودع لدى أحدهم أو في حساب بنكي وتدار بلأسس المحاسبية الصحيحة والدقيقة توظف لتسليف كل عاجزعن تمويل زراعته أو تجارته المحدودة – في حدود الحيازات الصغيرة – ما لايزيد عن عشرة أفدنة – وبنفس طريقة السلفية الزراعية التي كانت تعمل بها إدارة مشروع الجزيرة دون فائدة على أن يردها من محصول نفس السنة ويمكن التوسع في الإستفادة من الصندوق في تمويل المشاريع الصغيرة بشرط رد القرض في مدة لا تتجاوز العام . حبذا لو صدر التوجيه بذلك مثلا من الإمام عندنا معشر الأنصار أو من مرشد الجماعة أو زعيم الحزب عند الآخرين .
     اقترح ذلك وفي ذهني مقولة اشتهرت بها بين اخواني في هيئة شئون الانصار ولكنها في الحقيقة وجدتها أي قرأتها منسوبة الي الامير عبدالرحمن نقدالله وثم خليفة المهدي واخيرا جاءني الأخ محمد الحوار امين الدعوة والإرشاد بإفادة بأنه وجدها في كتاب وفيات الاعيان منسوبة لعبدالله بن قرشي وهي "سيروا الي الله عرجى ومكاسير ولاتطلبوا لأمركم هذا تمويل ،فإن انتظار الصحة بطالة وانتظار التمويل تعطيل"[4].
    إعادة الأمل والثقة في إمكانية تصحيح الأخطاء واحداث الطفرة التنموية .(الشفافية ومحاربة الفساد) انطلاقا من الاعتراف بحالة الإحباط واليأس التي يعيشها المجتمع توصي الورقة بإتخاذ مايلزم لبعث الأمل والثقة في المجتمع والحكومة والتصحيح والانصاف والعدل ومن ذلك :
§       رد المظالم ومعاقبة المخطئين سواء كان الخطأ استغلال سلطة او إختلاس او تسيب او إهمال .
§       الالتزام بأن يبدأ كل مشروع زراعي وصتاعي او تجاري بدراسة وشورى واسعة لأهل الكفاءة والخبرة في كل عمل ووظيفة .
§       إحياء ودعم اخلاق الاخلاص والأمانة والدقة والاتقان في اداء أي مهمة .
§       اعتبار المتابعة والمحاسبة مهام يجب أن يحاسب من تسند اليه بنفس القدر الذي يطلب منه متابعة ومحاسبة مرؤسيه .
§       التأكد على استقلال القضاء وحيدة ونزاهة القضاه أو من يقوم مقامهم من رؤساء العمل والإدارات ولجان محاسبة .
اجتمـــــــــاعــــــــيا :-
§       التخطيط لتنمية المرأة وتفعيل دورها وتأهيلها لأداء أدوراها كإنسانة وزوجة وأم .
§   تأمين حاضر ومستقبل المجتمع بالإنتباه الي الشباب واحتياجاته وطاقاته والعمل على تأهيله وتفعيله حتى يؤدي دوره كاملا في الحاضر والمستقبل .
سيــــــــــــــــاسيــــا :-
تنظم برامج مدروسة لتنمية الوعي والسلوك السياسي وليس فقط محو الأمية السياسية ومحاربة النفور او اللامبالاة في التهامل مع السياسة ويتضمن ذلك :-
§   التعريف بالسياسة – توسيع مفهومها وتصحيح الانطباعات والصورة السالبة والافادات الخاطئة التي بثها الاعلام والخطاب الشمولي .
§   التعريف بالحزبية الراشدة ومعنى وحكم الإنتماء الحزبي . العمل في جماعة – إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم عليكم – الحديث – التعاون على البر والتقوى والسعي لإصلاح الحياة وفي حاجة الأرامل واليتامى والمساكين .
§       التنبية لمسئولية الادلاء بالصوت في الانتخابات إذا كان من يقدم المدخن ليؤم الناس يأثم فما حكم من يقدم العاجز او الفاسد اوالمفضول لينوب عن الناس .
§       بيان اسس الإختيار للإمارة.
والشهادات المطلوبة لمن يقدم لها اويتقدم :-
§       من تقلد بقلائد الدين – مكارم واخلاق .
§       من تميل إليه قلوب الناس (الشورى وحرية الاختيار).
§       اعلا الناس همة .
§       اوفاهم ذمة .
توضيح خطأ وخطر اختيار المرشح بسبب علاقةالقرابة او الصداقة او الجهوية .او نحو ذلك بل أن يكون إختيار للمبادئ والبرامج التي ينادي بها.



الخـــــــــــــــــاتــــمـــة:-

     لا أزعم أن هذه الدراسة وافية ناهيك بأن تكون كافية فهي بعيدة عن ذلك ولكن أرجو أن تزيد من الاهتمام بما تطرقت إليه لتحفز المختصين والدارسين  ومن يعنيهم الأمر على مزيد من البحث والتنقيب والتفكير والتشاور لأن الشأن شأن مهم وعام ويستحق كل جهد يبذل فيه من أجل النهوض بولاية هي قلب السودان وعظم ظهره في ذات الوقت لموقعها الجغرافي وبأدوارها الرائدة في تاريخنا جهادا بالروح والعقل والمال وهي البوتقة التي يمكن أن تنصهر فيها اثنياته العديدة على إختلاف اصولها السلالية والجهوية فذلك مظنة أن يساعد في تماسك ونهضة السودان جغرافية وسكانا ، حاضرا ومستقبلا .
    تطلع لأن تعرض هذه التوصيات على مؤتمر الحزب بالولاية بامل أن يجيزها لتصبح جزءا من برنامج الحزب بالولاية الانتخابي وموجها لنشاطات الأمانات المختصة .


  
                                                  وبالله التــــوفيـــق
                                                        
                                                     يوسف حسن  




[1] د.مرتضى الغالي.مائدة مستديرة – قاعة الشارقة .
·       [2] زهير المبارك عبدالله . اطار عام الاستراتيجية وبرنامج التنمية المستقبلية في السودان .    
[3] إذاعة FM 100 ، الجمعة 22 فبراير 2008م .
[4] .عبدالله بن قرشي – وفيات الاعيان المجلد الرابع .