أثر المرويات الشفهية عن الشيخ فرح على المجتمع
مجتمع الجزيرة نموذجاً
أ .يوسف حسن محمد يس
المحور
الأول
تعريف
الرواية
الكلام هو أحد وسيلتي التخاطب
البشري إذ بديله لغة الاشارة والرواية الشفاهية وهي المرحلة الأولى و بعدها الكتابة ومع
أن عدم الكتابة هو الأمية إلا أن الأميين
كان لهم أدبهم الذي صاغوا فيه آراءهم واختياراتهم من الأخلاق والأفعال والمعاملات
والعلاقات قبولاً ورفضاً مدحاً وقدحاً
فتكوَّن من ذلك الرأي العام والعقل
الجمعي و قوانين التَّضابُط الاجتماعي ومعايير الاستحسان والاستقباح وعلي ذلك تتم
التنشئة الاجتماعية . وقد يشيع الكلام ويذيع بالتناقل الشفهي أكثر منه بالكتابة
ذلك إذا خاطب حياة الناس وقارب أفهامهم .
بذلك تمثل الروايات الشفهية جامعة شعبية
مفتوحة يتلقى منها عامة الناس المعلومات
في أوقات وأماكن قد تتوافق توقيتاً وقد
تختلف حسب المناسبات والرواة .
أما المقصود بالمروية الشفهية فهي ما
ينقل شفاهة من نصوص وشعر وحكم وأمثال و
قصص. مما يرويه راوٍ لقومه بلسانهم .
ما دور المرويات الشفاهية ؟ هذا السؤال
تأتي معه عدة أسئلة مثلاً كيف يتقبل الناس الرواية ؟ خاصة إذا كانت عن شيخ عند من يعجب به أو يعتقد في صلاحه أو من لا
يعجب به ؟ وما خصوصية ما يروى عن الشيخ فرح ؟
أما عن دورها فقد يكون صحيحاً أن يقال
إنها أساس الأمر والقانون الشعبي وأقوي وسائل تنشئته الاجتماعية بما تمثله نصوصها
من مرجعية لها قوة النصوص المرجعية ، فهي تعليمية ,توجيهية ,لها قوة الرأي العام .
أما أسباب الرواية فهي غالباً المناسبة هي
مرئي ، أو مسموع ، أو موقف مذكر بالمقارنة
.
الرواية من حيث المكان والزمان: قد تكون في وقت ( الحُجَى ) أي في المساء ، قبل
النوم . ولكن الأكثر أن يكون ،زمان ومكان و مناسبة الرواية أن يحضر وقوع السبب من يحفظ المقولة . قد
يرددها الراوي في نفسه و يكون ذلك في حالة
انفراد
نتيجة تذكر أو وقوع أو سماع ما يذكر ، عندها قد يسترجع الشخص الرواية في
نفسه وقد يردد بعضها علي الأقل بأدني الجهر وقد يبدأها بحوقلة أو تسبيح سبحانه
الله وقد يقدم الراوي للرواية بعبارة من هذه العبارات:
صحي زي (مثل ) ما قال الشيخ
ما ياهو كلام الشيخ
عاد شنو ما ياهو كلام الشيخ !
قد يروي الراوي روايته في مجلس انس عادي في ديوان أو ضراء أو أثناء العمل
أو أثناء السير وفي حالة عادية أو حالة فرح أو في حالة غضب حسب سبب التذكر
ومناسبته .ما يعني أن الرواية الشفهية ترتبط بالمناسبة ووجود راوي وتذكره للرواية
، كذلك أكثر ارتباطها بالسبب و المناسبة من غير
تقيد بمكان او زمان أي انها ليست
مثل الاحاجي ينتظرها الليل ليرويها الجد أو الجدة
للصغار.
و فيما يتعلَّق بصفة رواية الرواية
فإنها تروى بصفة وصيغة من استيقنتها نفسه
بحالة تصديق للرواية لا يقبل الشك بل بدرجة من التقديس والإجلال لمن تروى عنه وغالباً
ما تعطي راويها مكانة ومركزاً في المجتمع وتغرس في النفوس محبته . ومع أن منهم من
يرويها مصدقاً بها داعياً للتصديق بها والعمل بمقتضاها فمنهم من يرويها منكراً لها
داعياً لرفضها وعدم العمل بمقتضاها.
أما سن الراوي فليس بالضرورة أن
يكون مسناً متقدم في العمر وإن كان المسنون أكثر الرواة ولكن قد يرويها الحفيد كما
يرويها الأب أو ترويها الأم مثلما قد يرويها الجد أو الجدة مثال حاجة فاطمة
اليمن الجدة و بنتها عائشة الأم و سارة
والحفيدة وفي ذات الوقت قد يدخل الحفيد
(الصادق) مضيفاً أ ومجادلاً بل مصححاً حسب
معلوماته أو زعمه .
بالنظر
إلى صفات الرواة من الناحية العلمية بعض
الرواة متعلمون ، بعضهم مشايخ ولكن أكثرهم أميون من عامة الناس .
أما
الرواة من حيث النوع فليست رواية المرويات وقف على نوع دون الآخر حتى و إن كانت عن
النوع الآخر فمثلاً عن الروايات التي تتحدث عن المرأة ؛ قد يحكيها الرواة الرجال أو ترويها النساء أو
الاثنان معاً مع احتمال أن تكون أغلبية الرواة نوعية و قد تكون تواتراً الحفيد/ة
عن الأب أو الأم عن الجد أو الجدة إلى من تتحدث معهم بحسب أسباب الاتصال ومناسبات الكلام.
ب
/تعريف الشيخ:
قد تستخدم كلمة الشيخ بمعاني ولدلالات عديدة ومن ناحية العدد فأكثر
استعمالاتها للتعبير عن تقدم السن وقد تعني الفاني. ولوقت قريب كانت تطلق على
المدرس ، خاصة مدرسي المرحلة الأولية. هناك عدة تعريفات منها أن " الشيخ عند
السالكين هو الذي سلك طريق الحق فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه ويضره " .
وقيل الشيخ هو " الذي يقر الدين والشريعة في قلوب المريدين والطالبين " .
وقيل : الشيخ (هو الذي يحبب عباد الله إلى الله وهو أحب عباد الله لله ) (3). وقد
يعبَّر به عمن يكثر علمه لكثرة تجاربه ومعارفه ) (4) . كما ورد أن الشيخ ( هو الذي
يزيل صدأ حب الدنيا وغير ذلك من قلب المريد وذلك بقوة فراسته الباطنية حتى لا يبقى
في صدره شيء من الكدر والغل والغش والفحش وزخارف الدنيا ) .[1] و
هناك تعريف ينفي عدد من الصفات عن تعريف ويؤكد على صفات يراها أنها هي الأهم فيقول
: ( ليس بشيخ من يسير على الماء أو يطير في الهواء و ما يأمر به يتحقق و يلاقي
رحال الغيب و لا يأكل الطعام و لا يتناول
الشراب ، بل الشيخ هو من تنكشف له الأرواح في القبور و يلاقي أرواح الأنبياء و
تتجلى عليه الأفعال و الصفات الإلهية و قد طوى
من سيره العقبات . ) [2] أما
صاحب مجمع السلوك فيقول : ( الشيخ عندنا
هو المستقيم على أمر الشرع . و المشيخة هي الدلالة و الخفارة في الطريق و شرطه أن
يكون عالماً بكتاب الله و سنة رسول الله عليه السلام . و ليس كل عالمٍ بأهل للمشيخة
بل ينبغي أن يكون موصوفاً بصفات الكمال و مُعرِضَاً عن حب الدنيا و الجاه و ما
أشبه ذلك و يكون قد أخذ هذا الطريق النقي عن شيخ محقق تسلسلت متابعته إلى رسول
الله عليه السلام و ارتاض بأمره رياضةً بالغة من قلة العام و الكلام و المنام و
قلة الاختلاط مع الأنام و كثرة الصوم و الصلاة و الصدقة )و نحو ذلك . و بالجملة
يكون متخلقاً بخلق النبي عليه السلام . و لا يصلح للتربية للمشيخة المجذوب فإنه و
إن ذاق المقصود لكنه لم يذق الطريق إلى الله ، و كذا لا يصلح للمشيخة السالك فقط .
وفي الاصطلاحات الصوفية الشيخ هو الانسان الكامل في العلوم الشرعية و الطريقة و
الحقيقة البالغ حد التكيل فيها لعلمه بآفات النفوس )[3]
ولعل التعريف الأخير يكاد ينطبق تمام الانطباق
على الشيخ فرح ود تكتوك حسب المعلومات التي تواترت في سيرته و أخباره و آثاره .على
عكس اتجاه كثيرين غيره من المشايخ الذين اعتزلوا الحياة العامة وانقطعوا للعبادة.
أما الفقهاء فالذي اشتهروا به وعرفوا فهو في الغالب أيضاً اعتزال الحياة العامة والانغماس
في شؤون الأفراد ، منزوين في أركان المساجد أو في دورهم ينتظرون اقبال الناس عليهم
يسألونهم الفتوى . و ( أصبح تقليدا ثم أدباً ثم عرفاً سائداً أن الفقهاء لا يفتون
إلا بسؤال و لا يبادر أحدهم للإفتاء احتساباً أو أمراً بمعروف و نهياً عن المنكر !
بل إنه أصبح من لوازم الفقيه الانزواء عن المجتمع الواسع وحركته حتى لا ينغمس في
بدعة و ( جديدة )[4]
.
و أقول إلى وقت قريب كان اختلاط المشايخ و
العلماء بالناس في الحياة العامة يعد من
مسقطات العدالة ولست أدري ما إذا كانت طرفة أو حقيقة وقعت أقصد ما سمعته من أن
مدرساً كان قد نقل إلى أحد المعاهد الدينية و لكن انتقد بأنه شوهد يحتسي ( البيبسي
) في السوق ! المقصود أن اعتزال الناس وعدم الأكل و الشرب و الضحك إمامهم كان يعد
من الوقار أو لعله كما قال علي بن الجهم :
أرى الناس من داناهم هان عندهم .[5]
و
هنالك قول شعبي سائر يقول ( الشبع فيك شوف شبع فيك حقر . ) ! و لعل من سلبيات ذلك
ضمر الاجتهاد في شؤون الحياة العامة كالحكم و الاقتصاد و العلاقات العامة والملية
والدولية و على عكس هذا كان الشيخ فرح منغمساً في الاختلاط بالناس في الحياة
العامة ، في الزراعة و في مناسباتهم العامة كالولائم بل كان يخلق الموقف و يفتي
فيه .
مقر
الشيخ هو الخلوة وهي دار قرآن وملاذ للخائف ومخزن للهبات و الأمانات ومحل لتوزيعها
. والشيخ مرجع للشورى و الفتوى و شفيع مشفع عند أهل السلطة لذلك ارتبط الناس
بالخلوة وبالشيخ ارتباطاُ روحيا أكثر منه مصلحياً .
و لأنه لم تكن هناك مدارس ولا أجهزة إعلام ولا حتى وعَّاظ بالعدد الكافي و ما كان موجوداً من العلماء الفقهاء لم يكن لهم أثر علي عامة الناس بل كانوا علي
قلتهم يمثلون نخبة أو صفوة أو نوع محدود ومحدد الأثر
والتأثير . من عرفه الناس منهم لا تتوفر
له فرص الاحتكاك بهم لإسماعهم رأيه أو تبليغهم ما معه من علم لأن نمط الحياة السائد كان يفرِّق بين العامة والعلماء هو
محصور حيث هو في بيته مع كتبه و إن خرج
فإلى مجلس معين و في مناسبات خاصة غالباً خاصة ؛ إما مجلس سلطان أو مجلس علماء أو
مناسبة اجتماعية غالباً لأحد الأقرباء أو
الأصهار أو الأصدقاء –أما عامة الناس فمنهم من يستغرق وقتهم مجال الرعي و الزراعة .
هذا بجانب تفشي الجهل و الأمية و شيوع اكتفاء
الكثيرين من العامة بالانتماء إلى طريقة و التعلُّق بشيخها و الاتكال عليه ( يلحق
ويفزع ) يلتمسون فيه البركة ويسمعون منه ويستجيبون لتوجيهاته أكثر مما يستمعون
لفتوى فقيه فكان الشيخ بذلك مصدر
المعلومة ومحل الثقة بالنسبة لعامة
الناس في المجتمع وكانت درجة الشيخ درجة لا تنال إلَّا لقلة نادرة
ومحدودة لأنها تعني (فيما تعني الشخص العارف العامل المحب المحبوب ذو التأثير علي الناس لا بسلطة زمنية ولا قوة مادية
ولكن بقوة وعمق محبته له و اقتناعهم به و مكانته في نفوسهم لما عرفوه وتداولوه عنه من استقامة وحب للخير
ودلالة إليه ولذلك فهي درجة لا يمكن
الحصول عليها بمجرد تحصيل العلم و لكان
ذلك يتم بحفظ كتاب الله ومعرفة سنة رسول الله وقد لا يشترط فيه حفظ كثير العلم وحفظ كل كتاب الله ولا يمتحن في معرفة سنة رسوله بل يكفي ان
يشتهر بالقيام والصيام وقلة الطعام
والشراب والانكسار لله والتواضع
للناس والزهد في الدنيا والإقبال علي الآخرة ، من هذه صفاته تقبل عليه القلوب
وتنشرح له الصدور وترهف له الأسماع وتطاع
كلمته ويستجاب لإشارته .
مركز
الشيخ ( رجل الدين) الاجتماعي :
لقد عرف المجتمع السناري من اتصفوا بهذه
الصفات ونالوا هذه الدرجات (بل كانت كلمتهم نافذة و يحسب لها الملك والسلطان كل حساب ويتلقاها عامة الناس وبعض
خاصتهم بإذعان وسمع وطاعة لما للشيخ من مكانة تشبه التقديس خوفاً من ضرر مخالفته أو طمعاً في نفعه
بل ثقةً في نفع طاعته.
في دراسته
عن الطبقات الاجتماعية في سلطنة سنار بعنوان رجال الدين ودورهم السياسي في
السلطنة سنار صنفهم عبد العزيز محمد موسى
في المرتبة الثانية بعد طبقة رجال الدولة مباشرةً. [6]
و
فيما يتعلَّق بالركائز التي تأسست عليها العلاقة بين رجال الدين ورجال الدولة فهما
ركيزتين أحدهما النفوذ الروحي الذي
يمارسه رجال الدين علي رجال الدولة . وعلى
الرجل العادي وإن كنت اتحفظ علي كلمة نفوذ
بممارسة) [7]
وأري استبدالها بكلمة التأثير ،كما إن هذا التأثير ليس وقفاً علي الرجال فقط بل هو
على النساء أقوى و أعمق فقد يكون
عادياً أن تسمع امرأة تحلف أو تستحلف بالشيخ و تخاف أو تخوِّف به
أكثر مما يحدث من الرجال بدرجة أقوى من قوة
تأثير الشيخ علي الرجل . قد تسمع امرأة تطلب
السلامة من شيخ بقولها (بري يا الشيخ ...) وفي تظهر تعظيمها له لمجرد سماعها ذكر اسمه قائلةً (الشيخ .......
يلحقنا ويفزعنا ) .وأعلاه في مقدمة الكلام
عن أثر مقولة الشيخ علي سامعها وصفة استقبال السامع للرواية وموقفه منها تصديقاً وتأثراً .
المحور
الثاني
1 / خصوصيات الجزيرة:
تمتاز الجزيرة بكثافتها السكانية و
صلاحية كل أرضها للزراعة وقد كانت قبل مشروع الجزيرة بغالبية
عربية ساحقة قبل أن تستقبل الهجرات من غرب
السودان بقصد العمل ومن غرب أفريقيا بقصد الحج
ثم العمل في المشروع .
و موقع الجزيرة الجغرافى المتوسط
للسودان القريب من سنار و انتشار الطرق الصوفية فيها و ذيوع صيت المشايخ وكراماتهم و الاتصال
المباشر بهم بسبب الزيارة الأسبوعية –جمعة المكاشفي وسبت الشيخ عوض الجيد مثلاً. ووجود
و ذيوع صيت علماء وفقهاء مثل دشين قاضي العدالة - و ما نتج عن ذلك من معاصرة
واختلاف في المواقف والفتاوى مثل مطالبة القاضي دشين للشيخ ود عبد الصادق بفسخ
عقده على أخت الزوجة إذ قيل إنه بسبب الجذب (الالهى) زاد على العدد الشرعى من
النساء وجمع بين الأختين فرفض الشيخ ودعا عليه وخمَّس وسدَّس وسبَّع .
المهنة الغالبة لسكان الجزيرة هي الزراعة
ما يعني الاستقرار و الترابط و التواصل الاجتماعي اليومي بسبب مناسبات اللقاء اليومي منذ شاي الصباح وفي كل
الوجبات وفي جلسات القهوة والأفراح والأتراح وما يتخلل ذلك من أنس تنقل خلاله
الاخبار والقصص ويتم تداول الحديث عن الكرامات والفتاوى والآراء. ولقرب القرى من
بعضها وتداخل سكانها بالقرابات والمصاهرة ولأغراض التجارة وتبادل المصالح يتم
الاتصال فيتم نقل ما فى تلك اللقاءات من قرية إلى قرية . لذلك نجد أن المعرفة الدينية
بصفة عامة صارت معرفة شعبية شائعة وإن كانت بتعابير مبسطة ومعاني وفهم محدود كل
حسب قدراته العقليه.
قائمة مشايخ ومراكز الصوفية في الجزيرة
الطريقة
|
المركز
|
الشيخ
|
الموقع
|
المساحة
|
القادرية
/اليعقوبات
|
عمارة
الشيخ هجو
|
التوم
ودبانقا
|
شمال
غرب سنار
|
|
القادرية
العركية
|
أبوحراز
طيبة
|
ابو شراء
الشيخ دفع لله
الشيخ عبد الباقي
|
شمال ود مدني
|
|
|
عوفينا الشيخ عوض الجيد
|
الشيخ عوض الجيد
|
غرب مدنى
|
|
|
عبود
|
عبودى
النصيح
|
|
|
القادرية
المكاشفية
|
|
الشيخ
المكاشفى
|
جنوب
المناقل
|
|
السمانية
|
طابت
|
الشيخ
عبد المحمود
|
شمال
غرب مدنى
|
|
|
سرحان
|
الشيخ
تاى الله
|
شمال
غرب الجزيرة
|
|
|
النخيرة
|
الشيخ
عثمان
|
شمال
الجزيرة
|
|
|
سليم
|
الشيخ
سيلم
|
شمال
الجزيرة
|
|
بهذا يتضح أن الجزيرة منطقة تمركز صوفى لذلك انتشرت الثقافة الصوفية وتنافس
الرواة والروايات وعلى بُعد الشيخ فرح نسبياً عن الجزيرة لاسيما وسطها وشمالها وغربها إلا أن
رواياته انتشرت و بقيت واستمر تناقلها
لتميُّز أسلوبها و جمعها بين قوة الحجة ووضوح المعنى مع بساطة التعبير فامتدت إلى
منطقة الدالى والمزموم بل امتدت إلى منطقة
الاندرابة بمنطقة الكبابيش بشمال كردفان.
وهنالك مقولة تتعدى حدود عارفي المُتحَدَّث عنه
كقول الشيخ فرح عن دشين :-
أين دشين قاضى العدالة الما بميل بالضلالة
نسله نعم السلالة الأوقدوا نار الرسالة
ذلك لاشتهار الشخص أو لطرافة موضوع الرواية أو لسلاسة التعبير أو غير ذلك كان
الصوفية فى ذلك الزمن يجمعون بين العلم والتصوف ولذلك كانت الصوفية قوية ومسيطرة وكان العلماء ومنحصرون فى مقر الملك بسنار مما جعل العلم فردياً ومختصراً
فى جهات معينة وقليلة .
الصوفية قوية التأثير لاعتقاد العامة فى
الأولياء وقدراتهم الخارقة أدى إلى اعتقادهم بان مخالفة الولى تعود على المخالف
باللعنة والضرر فانتشرت البدع والخرافات والغيبيات وضعف الفقه والعلم [8]. جسدت الصوفية قيم الدين فى اطار الثقافة الشعبية
ومنهاجها فى الفلسفة وحكم وأشعار الشيخ فرح ود تكتوك لتنزيل قيم الدين فى فهم بسيط
وعقلية مجتمع تغلب عليه الأمية .
ساعدت الصوفية في نشر بعض القيم الايجابية كالتعاون والاحترام ومساعدة الآخرين
والتسامح ولكنها مسئولة عن انتشار البدع والخرافات . كما أن الطرق الصوفية
تضم منتسبين من مختلف القبائل و الجهات و
بولاء و انتظام يعد طفرة متقدمة على القبلية
و الجهوية محدودة المساحة كما أنها أوجدت بديلاً وترياقاً مضاداً لأماكن
تجمعات على غير مشروع على منكر أو شبهها أقصد أماكن شرب الخمر أو ما يعرف بالأنادي بل حتى من تستهويهم الموسيقى
ويحبون الطرب فقد أوجدت لهم بديلاً تطمئن به القلوب ، ذكر الله جل جلاله مع وسيلة
موسيقية هي النوبة .
الجزيرة المقصودة و لماذا مجتمع الجزيرة ؟
هي
الأرض الواقعة بين النيلين الأبيض و الأزرق تحدث الشيخ فرح عن موقعها ودورها عندما
سألوه عن حدود السافل(الشمال) و: الصعيد(الجنوب) فقال:
الصعيد من أم طرفايه
والسافل من الحلفايه وبينهما أرضاً
عيدكيه
تربى الناس والسعيه [9]
فرص التداول و التلقي في الجزيرة :
أهل
الجزيرة لهم مناسبات كثيرة كالأفراح و المآتم و الاجتماع لشرب الشاي و تناول
الوجبات الثلاث في جماعة تشمل أفراد الأسرة الممتدة و الجيران و الضيوف من مختلف
الأعمار و المستويات حتى الأولاد الصغر الذين دورهم الأساسي هو خدمة الكبار كإحضار
الطعام و صب الشاي و القهوة و صب الماء لمن يريد أن يغسل يديه من الكبار قبل أو
بعد الأكل و تلقائياً تتوفر لهم فرص الاستماع و الالتقاط كل بقدر انتباهه أو مهارة
المتحدث و أحياناً قد يخص الكبير الصغير بقصة أو توجيه أو نصيحة و النساء أيضاً
يلتقين في كل هذه المناسبات بجانب مناسبة ( المشاط ). بجانب حالة الاستقرار
والفراغ والكثافة السكانية و قرب القرى من بعضها مما أدى إلى تداول
كل هذه المناسبات بجانب حالة الاستقرار والفراغ والكثافة السكانية
و قرب القرى من بعضها وفرت فرصاً للرواة و حاملي الأخبار و أصحاب القصص و
الطرائف و النوادر و الأشعار و أكثرهم جذباً لانتباه الحضور أؤلئك الذين يتحدثون
عن الخوارق و الكرامات و سير الأولياء و العظماء و المشاهير.
ت / اهتمام أهل الجزيرة بمرويات
الشيخ فرح :
اهتم
أهل الجزيرة بمقولات وقصص و أشعار الشيخ فرح لتميزها من حيث المواضيع والسبك
ولطرقها مواضيع مهمة أو حساسة أو لأنها تلامس الواقع .ساعد على ذلك كثرة المشايخ
والمداح في الجزيرة مما أدى إلى تداول أدب الشيخ فرح وتذوقه و تداوله والاستشهاد
به و كثر ذلك بينهم و صار طبيعياً أن تسمع قولاً منسوباً للشيخ فرح من كبير سن جد
أو حبوبة أو أب أو أم بل قد تسمعه من حفيد أو حفيدة في حضور الأب أو الأم أو الجد
أو الحبوبة من باب إظهار المعرفة و
الاعتقاد في مناسبة المقولة للمناسبة و لا
غرابة في ذلك فالشيخ له تنبؤات بما يرى
أنه سيحدث آخر الزمن من خوارق العادات والعجائب والمتغيرات ابتداء مما يحدث فى
عالم الإبل من استخدام النوق (جمع ناقة) وهى الأنثى بينما ( الشيل ) أى حمل
الأشياء خاص بالجمل حتى ضُرِب به المثل
فقالوا (جمل الشيل) لعمل المهام الصعبة لكن
تتحول
المهمة إلى الناقة. وكذلك تذهب المحنة بين الناس فحصل الجفاء حتى من الولد لوالديه
والمستعبد لا يلتفت لمستعبده ، وهكذا ذلك فيما يلى مثلاً :
آخر الزمن شوف البقت / النوق من الشيل
دبَّرت/المحنة راحت ماقبلت/ الجنى للوالدين جفى/والعاني لسيده ما اتلفت/ والحرة
كالخادم مشت/ مرقت برا إتكشَّفت/ راحوا الرجال تِلَت الجِتَت/ راحت النساء فضلوا
النكت/ كل البِعَرف الحق سَكت /والصح دروبه إنسدت/كيف يلقوك فقراء البخت/(1)(2)
و قوله :
(بحر النيل الجارى / مسكن الحوت والحوار / باكر يطلعوك بالضهاري / حكامات
فوق تبارى / وشغلك يبقى بالطوارى / ) هذا كلام ينطبق على ما جرى في الجزيرة بقيام مشروع الجزيرة.
كما
يقول :
(آخر الزمن يجُوكن الإنقليسا / وعساكرهن البوليسا يمسحوا الأرض ديساً ديسا. /
مافى فرج إلا عيسى / ) يا وقفاً علي ابواب السلاطين أرفق بنفسك من هم وتحزين .
و
كثير من هذه المقولات سمعته في أزمان متفاوتة
من أناس منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
أذكر منهم هؤلاء و أشير إلى أنهم من قرى متقاربة ومتتالية في وسط الجزيرة
بحسب هذا الترتيب وكلها تقع في مسافة لا تزيد عن عشرة كيلومترات و هم :
من
قرية الجبلية :
1/
أحمد عبد الرحمن محمد صالح – خريج الأربعينات من القرن العشرين الميلادي .
2/
* الشفيع يس محمد يس
3/
*محمد عبد المقيت دفع الله
4/
من قرية ابراهيم عبد الله خليفة محمد من مريدي الشيخ المكاشفة
5/
من قرية بيضاء عبد الله موسي محمد صالح
و
عبد الباقي يوسف محمد صالح
6/
من قرية ود الجمل الخوالدة :
*عوض الجيد محمد محمد النور
*
محمد عوض الجيد محمد – مدرس اولية ، من مواليد 1926م
*
فاطمة أحمد علي عن أمها حاجة الحرم عن أمها.
*
عائشة محمد عوض الجيد .
أي تناقلت الأسرة المقولات جيلاً عن جيل بالتواتر . عائشة محمد عوض الجيد
روت ما يلي :
الله اجيرنا و إجيركم في المَحَنَّة الرَّاحت .
يا حليل شمسَ المَحَنَّة الغَرَّبَت
طاحت .
إن أديت كلمتَ السر تلقاها بالبلد فاحت
.
وتلقي الأقربين في الفَسِل تتباحت .
بهذا يتضح أن الجزيرة
منطقة تمركز صوفى لذلك انتشرت الثقافة الصوفية وتأثرت بها أشد الـتأثر .
المحور الثالث
*
متى عاش الشيخ فرح ؟
عاش
الشيخ فرح في سلطنة سنار في عهد السلطان بادي أبو دقن 1643- 1678م و عرفه ود ضيف
الله فقال : (فرح ولد تكتك البطحاني قرأ علي الفقيه أرباب العقائد (بن علي الخشن ) ولازم الخطيب عمار وقرأ عليه علم العربية ،وكان شاعراً
ماهراً وكلامه مطرب جاذباً للقلوب .وله كلام في التفسير والتوحيد ،والأدب و(رخسة ) الدنيا
أي خسة الدينا . (1)
وقال عنه "
كان صاحب حكمة وموعظة حسنة ومن كلامه الموت اليابى الموت يبشر بالموت .قيل له الناس ، اختلفوا من أشعر
الناس أنت أم الشيخ اسماعيل الدقلاشي قال
: له المزية علي لأنه الفارس ولد الفارس
وأنا الفارس ولد الدرَّاق . حج بيت الله
الحرام وأسلم على يده بعض النصارى . كان على خلاف مع أغلب المشايخ فنبذوه
و رموه بالخروج على الجماعة وبعضهم أساء إلى سمعته[10] .
دفن شرق بحر سنار( صعيدها بقليل) وقبره
ظاهر يزار .
أ
/ مجالات الرواية عن الشيخ فرح :
مثلها مثل مجالات الرواية عامة التي تشمل كل
مجالات الحياة و الأحياء من قصص و أخبار و سير شعراً ونثراً ولكن ما يمكن أن يذكر تحديداً
عند الحديث عن الشيخ فرح بحجة ما اشتهر عنه فقد شمل المجالات الآتية :
1/
التوحيد.
2/
الأسرة و شملت مروياته تصنيف النساء والحث
على التبكير بتزويج البنات و التنفير من
الطلاق .
3/
العمل كالزراعة .
4/
السلاطين ، الحكم والحكام
.
5/
العلاقات الاجتماعية .
6/ المشايخ و اختلاف الشيخ فرح مع بعضهم .
ب / مميزات الشيخ فرح:
قيل كل شريعة بلا حقيقة عاطلة وكل حقيقة بلا شريعة باطلة ومن تحقق بلا
شريعة فقد تزندق ومن تفقه بلا تحقق فقد تفسَّق .
أما الشيخ فرح فمن مميزاته أنه جمع بين الشريعة والحقيقة إذ درس العلم وعمل
به فخرج من الصراع بين أهل الشريعة (العلماء و الفقهاء) وبين أهل الحقيقة (الصوفية
العباد) بأن جمعهما فقد درس العلم في الخلوة و على المشايخ كما قيل إنه درس في
الأزهر واختلي لترويض النفس )
بالذكر والزهد كما أنه استعان علي تبليغ
الدعوة بتجسيد المعني بمشاهد درامية فوصَّل المعني وهو ما يؤكد أن دليل الفعل أقوي من دليل
القول وذلك واضح في مرويات 1- الصدق 2-
ومروية افتتان الناس بالمظهر( كل يا كمي قبال فمي ..... الرواية ) 3- في بكائه
على ركوته .
·
ومن
مميزاته أنه مارس الحياة وأكل من عمل يده وحث الناس على العمل وبينما كان كثيرون غيره
من الفقهاء والصوفية قد يكتفي الواحد منهم بعبادته عن المشاركة في عمارة الأرض بالعمل
فاعتزل مجالس الفقهاء (على بساط الأمراء و السلاطين إلى الفلاحين الكادحين )[11] .
كما أن إنتاج الشيخ
فرح من الحكم والشعر وفيراً ويكفي أن نقول
بعد أن قصيدته عن الدهر عدد أبياتها 253 بيتاً جاء في التعليق عليها في
كتاب الطيب محمد الطي ب أنها منقولة من مخطوطة السماني يوسف بسنار وأنها موجودة
كاملة في كتاب التراث الشعب لقبيلة البطاحين بينما صرح الطيب بأنه لم يعثر على
قصيدة كاملة و صرح بأنها مبتورة مطلعها ونهايتها وكذا قصيدته عن الفراق (الموت).
وأحسب أنه سيكون لقصيدته
التي تتبع فيها الحروف الهجائية شأن إذا ذاعت لما فيها من إرشاد ونصايح وحكم بل
أحكام مبسطة وصريحة مثلاً :
بالألف الأمانة توفي المدين
احفظ الودايع والجوارح زين
صين نفسك من جميع الشين
الزوجة أرعاها مع الوالدين
بالباء برهن فيه السادة إليك
الرب يرزقك ولداً يبدل بيك
بالتاء
التوكيل والقناعة أخير .
و قد عاش الشيخ فرح في
الفترة التي ساد فيها نمطان للحياة أحدهما نمط حياة رجال الدين الذي يميل إلى
الانقطاع للعبادة ليعتمد على غيره ونمط وقوى مضادة تعتبره فقير مشغول بالدنيا
ومدرسة ود أب زهانة التي كانت تدعو للركون للدنيا.
تمثل
النمطان في من يؤمن بالعمل ويجتهد ليأكل من عمل يده ومن يخلد إلى الراحة والكسل ويتعجب....
على غيره ممن يدعوه إلى الراحة والدعة والخمول والاستسلام للراحة ومن يدعو إلى
العلم والعمل ويخرج في مركب يحمل أفراده لوح العلم باليمن وسلوكة الزراعة باليسرى
. بين كثر من العلماء والشيوخ وبين الشيخ فرح بين ود أب زهانة وبين الشيخ فرح .
كان طبيعياُ أن يكون لكل داعية نصيب من مجتمعه .
أعجب البعض بحياة الدعة و الراحة واستحسنوها وزاولوها حتى أولئك الذين
يحتاجون إلى ضروريات الحياة يسعون
لتوفيره مما عند الناس سؤالاُ أو غشاُ أو كذباُ أو سرقة أو سلباُ . أعجب هؤلاء
بمقولات ود أب زهانة المثبطة عن العمل , اعجبوا بها وحفظوها وطبقوها وأشاعوها :
نوم الضحى
يطوِّل العمر .
الدين فوق الكتوف والأصل معروف .
كان كِترَن عليك الهموم ادمدم ونوم .
رزق الليل ضيق.
كان تجر جري الوحوش غير رزقك ما
بتحوش .
كان للشيخ فرح في مثل هذه الأقوال وما
لازمها من قصص في معناها مواقف بعضها قولي و بعضها عملي من نحو:
السلاح راح .
الشقى لقى .
من كد وجد .
في هذا المجال يورد الأستاذ الطيب محمد
الطيب عن الشيخ فرح أنه سمع مقولة تستصعب العمل بالزراعة وهي مقولة :
الساعة
و لا الزراعة
فسأل عن قائلها فقيل رعاة الإبل فرد
عليهم بمقولة ساخرة رددتها مجالس الزراع و هي :
الجمالة
الدنيا عدّوها جوالة
و الآخرة فاتوها بي حاله(1)
الصدق :
أما من ناحية القيم و الأخلاق فأشهر ما
يروى عن الشيخ فرح كلامه عن الصدق ( كان ما نجاك الصدق الكضب ما بنجيك ). و فضيلة
الصدق جاءت في كتاب الله : " ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن
شاء "(2) وفي سنة رسول الله (ص) ما يدعو إلى التزام الصدق كما في الحديث :
"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند
الله صديقاً.و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الشر و ما يزال الرجل يكذب و
يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " .[12]
الشيخ فرح و النمط الآخر من التصوف:
اختلفت ممارسة
الشيخ فرح للتصوف عن ممارسة البعض بل ربما قيل إنه كان على خلاف مع أغلب المشايخ فنبذوه و رموه
بالخروج على الجماعة وبعضهم أساء إلى سمعته[13] .
كأن الشيخ وافق الغزالي في انتقاده للمتمشيخين
وسارقي قلوب الناس ومستخدميهم بوراثة المقام و أزياء المشايخ والعلماء ففي هذا
المجال تأتي قصة الشيخ فرح في قصيدته بعنوان الدهر ففيها يقول : ومن ينتمي للطرق من أهل وقتنا
توقاه وأمسك ظاهر الشارع
والخير
ولا ترض مدحاُ بغير حقيقة
.
إذ في هذا المنحى يقول الغزالي : " وضرر هؤلاء علي المسلمين
أشد من ضرر اللصوص لأن هؤلاء يسرقون القلوب بالزي فيقتدي بهم غيرهم فيكون سبب هلاكهم
فان اطلع علي فضائحهم فيظنون أهل التصوف كذلك فيصرحون بذم الصوفية علي الاطلاق و(
فرقة أخري ) ادعت علم المكاشفة ومشاهدة الحق ومجاوزة المقامات والوصل والملازمة
... حتى أن الفلاح ليترك فلاحته والحائك حياكته ويلازمهم أياماُ معدودة فيتلقون
تلك الكلمات الزائفة فتراه يرويها كأنه يتكلم عن الوحي ويخبر عن أسرار ويستحقر
بذلك جميع العباد والعلماء " . [14]
أحسب
أن كلاً من الاتجاهين وجد من اختاره وسلكه و دعوا الآخرين إليه واعتقد أن ذلك
مستمر إلى الآن وأظنه سيستمر في حرب سجال ما لم تنشط حملة تحاصر مدرسة ( ود أب
زهانة ) وتجهز عليها أو تضطرها إلى أضيق المساحات لتتيح الساحة للعاملين العمار .
ج / المواضيع التي تناولها الشيخ فرح
في حكمه :
تناول الشيخ فرح في مقولاته بعض الموضوعات منها:
1 / النساء:
من الروايات الشفهية الشائعة عن الشيخ فرح مقولاته عن النساء وترويها
النساء كما يرويها الرجال وتروى فى مناسبة الاستشهاد وعلى حدث اوفى مجال الوعظ
والتذكير وغالباً ما يقولها كبار السن من باب النصح للجيل الاصغر منهم :
مثال ذلك :-
( النساء فيهن حريم فيهن رميم
/فيهن مخزون دهب مخزون قديم/
فيهن عقارب ساكنات الهشيم/
(فيهن هَفُوت فيهن لَفُوت
/ إنت تجي من الخَلا هى تجيك من البيوت
/لا تديك شراباً ولا قوت
/ ولا تخلى كلمتَك تفوت/
فيهن أم أصبعاً برَّام/ من الهرج شلاليفها وُرَّام/إن حدثتها زادت الكلام
وإن خليتها خَرَبَت وَرَا ؤقِدَام / فيهن سمينة تندرِج/ لامة الفصاحة مع الهَرِج/
من العيوب ما تنجبد/وإن جابت ولد يمرق عبد .
بت الحرام وجع الصدر/طلقت بخور صندل ضُفُر/ قالت سلام ياهل الجَزُر/ فى
بالها معناتاً كُتُر/
بت الحلال وين إتلقت / لمال كتير ما اتلفتت فوق الرجال ما حلَّقت/ لامَن
تموت ما إطلقت /
بت الحلال وين تِتلَقِي/ الا لسعيد مُو شقي/إن جابت بِت تترجي/وإن جابت
وليد بمرق تقي / قُطُناً مَدَندن مِنسَقي)
. (1)
وفى مجال الحديث عن المرأة يلفت الأنظار و ينبه العقول للاهتمام بالأسرة و
السترة فيصنع دراما تحث على المسارعة بتزويج البنات فيأخذ بنته إلى ملم الناس ( ربما السوق ) و
يقول :-
من داير ليهو حمامة قبَّال تقع الملامة
زوجيهن يا وَهَامَا.
·
و
للصبر على الزوج والمحافظة على الأسرة ضد الطلاق ترد قصته مع بنته التى جاءته( زعلانة
) من زوجها فجاءها يبكى على أبريقه (ركوته) بسبب الكسر فقالت له ماذا تبكى على
ابريق يمكن أن تشترى غيره فقال لها يبكى شراء غيره معناه ان الجديد أيضاً سيطلع
على فورته.
·
قصة
الركوة أو الابريق , قصته مع بنته التي جاءت ( زعلانة ) من زوجها فذهب إلى الخلاء وجاء يبكي فقالت له :
لماذا تبكي ؟أجابها : لأن ركوتي انكسرت .
قالت له ما معناه أن إنكسار الركوة لا
ينبغي أن يكون سبباً لبكاء مثله !
أجابها : ما شافت عورتي تأني أجيب لي ركوة
جديدة تشوف عورتي !
ففهمت البنت ما عناه ورجعت لزوجها .
1) عائشة محمد عوض الجيد و آخرين ، مقابلات ،
2 / الإنذار من
الاغترار بالدنيا :
وفى التنبيه إلى عدم الاغترار بالدنيا قال الكثير مبتدئاً بالسؤال عمن
كانوا ورحلوا من العظماء والأفذاذ من أهل الحكم والملك وسلطان وأهل المال وأهل الله
الصالحين يذكر منهم حوالى العشرين علماً كل منهم يمثل نوعاً لبعض من يمثلون المثل
الأعلى والنموذج المتمنى .
عامة الناس لا يحفظون كل ذلك
ولكن ما يحفظونه يؤدى غرض التنبيه والتحذير والاتعاظ والاعتبار : ومن الطبيعى أن
تجد عن كل أهل منطقة ما قاله عمن يعرفون وقد تجدهم يحفظون ما قاله عن شخص ليس من منطقتهم مثل قوله : -
وين دشين قاضى العدالة الما بميل
للضلالة ؟
وين زمان ود الترابى ومن غلام الله
الركابى ؟
وين ود الطريفى مثل الخريف ماهُ صيفى ؟
وين ود حُسونه كم يحضر بطعم الكسره
وينفِّر ؟
وين احبتنا البجونا ؟
وين الأمير ود ناصر كم كسى أبو صراصر. (1
)
انتقد الغزالي المتمشيخين وسارقي قلوب الناس ومستخدميهم بوراثة المقام و أزياء
المشايخ والعلماء .وفي هذا المجال تأتي قصة الشيخ فرح في قصيدته صـ111 التي أوردها
الطيب محمد الطيب بعنوان الدهر ففيها يقول :
ومن ينتمي للطرق من أهل وقتنا
توقاه وأمسك ظاهر الشارع والخير
ولا ترض مدحاُ بغير حقيقة .
(1)
الطيب ، مصدر سابق .
3 / قيمة البكور:
في
المقطوعة التالية تحدث الشيخ فرح عن الأعمال التي ينصح بالتبكير فيها (الاستيقاظ , الوضوء , الصلاة , الزراعة , نظافة الزراعة من
النبات التي يضر نموها الزرع المقصود , الحصاد ) وعلاقة ذلك بصحة الانسان .
يرد هذا عن الشيخ فرح في حديثه لما شكا إليه أحد عمال الزراعة وكان اسمه البدري
من ألم في يده ، فأخذ الشيخ يد الشاكي وأخذ يخاطبها ويدعوها واصفاً لها وصفة
الدواء الشافي قائلاً :
يا إيد البدري
قومي بدري مشيراً هنا إلى أن البركة في البكور .
اتوضي بدري - وهذا يعني التبكير بالتطهر لأداء الصلاة في
وقتها .
صلي بدري -
قال تعالي " إنَّ الصلاة
كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " وفي
السنة من أفضل الأعمال ( الصلاة على وقتها
)
ازرعي بدري
هذا لأن لكل شيء له وقته المناسب.
المزارعون أهل المهنة بالعمل والخبرة والتجربة يدركون أن هناك موسم زراعة لكل
محصول وتوقيت مناسب لكل عملية زراعية و كثيراً ما يستشهدون أو يذكرون بعضهم
بأرجوزة الشيخ فرح هذه .
حشي
بدري .
وهذه دعوة للإسراع بإزالة الحشائش
المتطفلة على الزرع وعدم اهمالها حتى لا تكبر لأن كبرها يعني مشاركة للزرع في
المواد الغذائية التي يمتصها من التربة كما أن كبرها وارتفاعها يزاحم الزرع ويضيق
عليه مما يؤدي إلى ضعف قصبته وصغر سنبلته وبالتالي قلة انتاجه والعكس بالعكس .
احصدي بدري
التبكير بالحصاد يعني تجنب تعريض المزارع لفقد
جزء من المحصول بسبب الرياح أو الحيوانات .
وهذه المقولة مفعمة بالثقة من
ايجابية النتيجة , صلاحاً وفلاحاً في الدنيا والآخرة . يلاحظ أن الشيخ هنا أعطي
الشاكي برنامج يومي وآخر سنوي وأكد له أن النتيجة ستكون قوة من بعد الضعف وصحة بعد
المرض الذي جاء يشكو منه .
ولطالما سمعت المزارعين بالجزيرة يرددون
هذه المقطوعة في مجالسهم من باب الوصية هذا كانت الزارعة مطرية موسمية والمحصول
المقصود هو الذرة ولكن ترديدها معناها صار أكثر وصار أكثر وضحها وفائدتها مرنيه
عندما قام مشروع الجزيرة وبتركيبته المحصوله التى شملت عدد من المحاصيل فول – ذرة
– قطن – خضروات وعلف – ثم دخل القمح وصار واضحاً أن عدم الالتزام بتوقيت وتاريخ كل
نوع يعني تداخل وتضارب زراعته مع زراعة محصول آخر وبالتالي تزامن وتراكم العمليات
الزراعية ما يعني عجز المزارع و أسرته عن القيام بالعمل المطلوب في الوقت المناسب وبالتالي
يضطر للاستعانة باستئجار عمال ومع تعدد
العليمات الزراعية في أكثر من محصول تحصل ندرة في الأيدي العاملة وبالتالي ترتفع أجرة
العامل أي تكلفة الانتاج وفي ذات الوقت
يؤدي تأخُّر زمن الزراعة إلى تأثر المزارع سلباً مثلاً بقلة الانتاج كما أو ضحت
سابقاً . رحم الله الشيخ فرح لقد تحدث بلغة الشيخ المرشد والخبير الزراعي فأوصى بما هو متأكد من فائدته . ا أحسب أن كثيرين تأثروا بهذه
المروية واستفادوا منها .
4
/ اسناد الأمر لله والثقة بأن ما يكون هو المقدر أزلاً
يتمثَّل ذلك في قصة الأمير و الفقير و البعير تلك القصة تدل على حسن التخلص وكسب الوقت وعدم الحيرة حيث طلب الأمير من العلماء تعليم البعير فقبل
الشيخ الأمر فلما سألوه قال :( بعد سنة يا في الأمير يافي البعير يا في الفقير). أحسب
أن شيوع هذه القصة في الجزيرة أفاد مزارعي الجزيرة في التعامل مع الحكام الانجليز
الذين كان سكان الجزيرة عامة وخاصة المزارعين منهم أصحاب الحواشات هم أكثر من كانت طبيعة عملهم
تربطهم وتضطرهم لمقابلتهم شبه يومية مع المستعمر
ممثلاً في المفتشين الزراعيين و أوامرهم اليومية وبلغتهم الاستعمارية قيمة
الحكم الغضب الجافة فكانت ردودهم إما حاضر
أو الايماء الذي في معنى حاضر أو الصمت
أحسن وسيلة لتجنب مواجهة ممكنة بين مواطن أعزل و مستعمر يمكن أن يقرر حتى في نزع
الأرض من صاحبها وفي هذا السياق ترد حالات لمواجهات فقد المواطنون حقهم بسببها (
حواشاتهم ) بقرار من المستعمر الانجليزي بل ربما بزيادة سجن .
جاء في الحديث الشريف
أن أحدهم قال لرسول محمد(صلى الله عليه وسلم ) : أوصني ؟ قال :لا تغضب قال أوصني.
قال : لا تغضب . هكذا كررها ثلاثاً . ورغم هذا فإن بعض الناس يغضبون أو يتغاضبون و
إن كثيرين يقبلون عن هؤلاء ذلك حتى كاد يعد من الفضائل رغم علاقته بعدم ملك النفس
وبصفة الحماقة ذلك الخلق المذموم عل عكس هذا الاتجاه شاعت القصص عن حلم الشيخ فرح
وكيف فشل من حاولوا اغضابه وإثارته من ذلك : أن بعضهم راهن على أنه سيغضب الشيخ وذلك بأن يبول عل طرف ثوبه أثناء وضوئه فما كان من الشيخ إلا أن دعا له وقال
إنه أصلاً كان شاكاً في طهارة ثوبه وهو بفعله هذا قطع له الشك .
والقصة الآخري المشهورة عن أولئك الذين
شرعوا في تخريب ( تشليع ) قطيتة فشاركهم في فعلهم قائلاً : ( قلتو كدا أها أصلها
خربانه أم بناياً قش ).
د/ التكهنات عند الشيخ فرح :
اشتهر
الشيخ فرح بتكهناته أو تنبؤاته بما سيظهر في آخر الزمن واتفق الناس في الانبهار
بها وحفظ ويزاد ابنها وهم حكما يحدث تطابق بين قول فيها وحدث هذا بينما انفر قوا إلى
مع وجند في ارثيه عن العمل وتحبيبه له زراعة أو التجارة .
لكن الأستاذ الطيب محمد الطيب يلفت
نظرنا إلى أحاديث كثيرة نسبت إليه يشك في نسبتها إليه مثل :
آخر الزمن يجو الانقليسا
آخر الزمن
يجي الخزان
·
ويجي
صندوق ينطق نطق الإنسان .
آخر الزمن : الكلام بالخيوط
والسفر بالبيوت
اتحاننوا الأغراب و اتجافوا الاقراب
حن الأجانب وجفا الأقارب
آخر الزمن شوف البقت / النوق من الشيل
دبَّرت/المحَنة راحت ما قبلت/ الجنى للوالدين جفى / والعاني لسيده ما اتلفت /
والحرة كالخادم مشت / مرقت برا إتكشَّفت / راحوا الرجال تِلَت الجِتَت / راحت
النساء فضلوا النكت / كل البِعَرف الحق سَكت / والصح دروبه إتسددت /كيف يلقوك
فقراء البخت/[15]
هـ
/ الاحتراز من احتمال أن ينسب له ما لم يقله:
يحكي أنه رمي كتبه في البحر قبل موته
خوفاً من أن يشيعها الناس و يتركوا كلام إلله وكلام الرسول ومهما كان من أمر
الحادثة وصحتها إلا أن الاحتراز من مثله يأتي من باب الورع والحذر من الوضع والدس و إضافة ما ليس صحيحاً
بل قد ينسب إلى المشهور ما يخالف الكتاب والسنة يتداوله ، بعضهم يصدقه ويعمل به و
يحتج بثقته في من نسب إليه و بعضهم قد يجعله يشك في علم من نسب إليه الكلام والبعض
قد يستفيد حجة لغرض أو لأنه أصلاً من جماعة مخالفة لمن نُسِبَت إليه المقولة .و قد انتبه بعض المشاهير لاحتمال أن
ينسب إليهم ما لم يقولوه ثقة بهم أو اجتراء
فاحتاطوا لذلك وفي هذا المجال يروى عن الإمام
عبد الرحمن المهدي أنه قال : ما جاءكم عني
أعرضوه على الكتاب والسنة ، إن وافقهما فهو مني و إن خالفهما أضربوا به عرض الحائط
.
من هنا تجيء أهمية و
ضرورة احتراز كل متلقي بل أهمية أن تتم دراسات دقيقة وعميقة في المرويات شفهية أو
مدونة والتعامل معها بمقولة الإمام عبد الرحمن المذكورة سابقاً بحيث تتم غربلتها
من المدسوس والموضوع و من الشطحات والخرافات والخزعبلات ما كان سلبياً يتم
الانتباه إلى سلبيته و النبيه عليها حتى لا ينتشر ضرره في المجتمع .و تبقى الحقيقة
تعدد الرواة وكثرت الروايات عن الشيخ فرح خاصة في من حوله وفي الجزيرة لاسيما وسطها وشمالها وغربها إلا أن
رواياته انتشرت و بقيت واستمر تناقلها
لتميُّز أسلوبها و جمعها بين قوة الحجة ووضوح المعنى مع بساطة التعبير فامتدت إلى
منطقة الدالى والمزمزم (1) بل امتدت إلى منطقة الاندرابة بمنطقة الكبابيش بشمال
كردفان !(2)..
و / ود تكتوك والإمام المهدي
:-
يحكي
عمر عبد العزيز الشاهر أنه سمع أن الشيخ فرح جلس علي الأرض ضحي وصرخ صرخة كبيرة
فاجتمع الناس حوله فملاُ يديه تراباُ ورماها وقال : ( الترابه دي في خشم الهجاني
ثم ملأها مرة أخري ورماها قائلاُ : الترابة
دي في خشم اللجاني و ملأها ثالثة و رماها قائلاً : الترابة دي في خشم البعد
ظهور المهدي في البلد دي راجي ليه مهدي تاني .)
ز
/ الشيخ فرح و اهتمام الناس بالمظاهر :
·
و
قوله كل يا كمي قبال فمي كان ما كمي ما أكل فمي . بالمناسبة و جدت هذه المقولة في
الأمثال الاجتماعية و الفكاهية . (3)
وقصتها في ما يروى عن
الشيخ فرح أن الشيخ جاء إلى وليمة في ثياب عادية فلم ينتبه له أهلها فرجع و ارتدى
أحسن الثياب وجاء مرةً ثانية إلى الوليمة فانتبه إليه الناس و احتفى به أهل
المناسبة و بالغوا في الترحيب به وأحضروا لهأكل ( مصلَّح و دعوه للأكل . فقام بإنزال كم ثوبه في الطعام
قبل يده فاستغربوا أو ظنوا أن ذلك حدث عن غير قصد فنبَّهوه له فقال لهم هذه
المقولة مؤكداً أنه فعل ذلك عن قصد وبكامل قواه العقلية و كل الانتباه لأن كمه هو
سبب كل هذا الترحيب والاهتمام .
المقولة توجه نقدا شديداً لإهتمام الناس بالمظهر
عن الجوهر و أن كنت أرى فيها أيضاً تنبيهاً لأخذ الرأي العام في الاعتبار وربما
كان هذا قريباً مما يروى عن الإمام الشافعي :
كل ما يعجبك و البس ما يعجب الناس
(1) محاسن الأمين السنوسي ، مقابلة . (2) فوزية
كوكو ، مقابلة .
(3)
شقيقة شبير، الامثال الاجتماعية و الفكاهية و الحكم السائرة بالقطرين المصري و السوري ، ص
16
ح / الشيخ فرح و السلاطين :
قرب المشايخ و رجال الدين من السلاطين
مسألة قد تختلف من شخص لآخر و لذا يجب الاحتراز من التعميم باطلاق و صف أو رأي عن
الجميع فهنالك من يكون قربه للنصح أو الاسترحام و الشفاعة أو لرفع الغبن أو الظلم
عن ذي الحاجة لا يستطيع أن يصل للسلطان و
هذا كله محمود ، و لكن هنالك القرب الذي يكون للإنتفاع الشخصي من السلطان و هو محل
الذم .
للشيخ فرح رأي وضحه في القصيدة التالية التي مناسبتها أن شقيقه بليل محمد
عيسى أرسل له كتاب طلب منه ه فيه أن يحضر هو و تلاميذه من الصعيد إلى سنار و
يسكنوا مع السلطان بادي أبو دقن في قصوره و أوضح له أنه (بليل ) أصبح مقرباً من
السلطان و أنه أقنع السلطان أن يقتطع أرض مشروع الحجرات للشيخ فرد بالقصيدة التالية
:
يا رب صل على المختار يس من كان صنعته قهر الملاعين
يا
وقفاً علي ابواب السلاطين أرفق بنفسك
من هم وتحزين
تأتي
بنفسك فيذل ومسكنةٍ و كسر نفس و
تخفيض و تهوين
إذا
كنت تطلب عزاً لا فناء له فلا تقف عند
أبواب السلاطين
و
لا تصاحب غنياً تستعز بهو كن عفيفاً و قدس حرمة الدين
فالطمع
يرميك في ذل و مهلكة و ما يزيدك إلا كل
تهوين
و
القانع نام قريراً لا كصاحبه كما تنام غصون في البساتين
فثق
بربك لا تبغي سواه لجاه و الرزق منزله في ختم يس
وكم
جرى طامع في البيد مغترفاً و لم يجد قصده في الشام والصين
كم
دودة في عمق الأرض من حجر يأتي اليها رزقها
في الوقت والحين
الا لازم العلم والتقوي ومانتجت
من ثمار تفز بالخرد العين
خل
الملوك بدنياهم وماجمعوا وقم بدينك من
فرض ومسنون
واستغن
بالله عن دنيا الملوك كما استغني الملوك بدنياهم عن الدين
واعلم
بان الذى ترجو شفاعته من البرية مسكين
بن مسكين
لا
يقدر العبد ان يعطيك خردلة إلا بإذن
الذي أنشاك من طين
ما
لي اذل المخلوق وأسأله وان سألت الذي
اعطاه يعطيني
الدين
كنز عظيم لا فناء له والمال عارية والله يهديني
من
باعِ ديناً بدنيا واستغربها كأنما باع
فردوسا بسجين
فلقمه
من طعام الُبرّ تشبعني وجرعة من قليل
الماء ترويني
وقطعة
من قليل الثوب تسترني ان مت تكفيني
اوعشت تكسيني
والحمد
لله قد تمت قصيدتنا ونشكر الله في
السر وتعلين
فرح
الفقير كثير الذنب اأفها منظومة لعبيد
في البطاحين
يا
رب صلي علي المختار يسن من كان صنعته
قهر الملاعين
هذه القصيدة ليست معروفة عند العامة و لكن أهل
الجزيرة و لكن مناسبات التداول و التلقي الكثيرة التي ذكرت في موضعها توفر فرص
للعامة للتلقي من الخواص من العلماء و المشايخ
والرواة وبعض هؤلاء بارع في التبسيط بغرض توصيل المعتى و قد يستعين من
أقوال الشيخ بما لا يحتاج إلى شرح مثل قوله في هذا الموضوع :
تب
الأمير امَّا صدق
و
ترك القايس و الحنق
تب
الأمير اماعِرِف
من
العديل ما بنحرف
الخاتمة
ليست
هذه دراسة و افية بالنسبة لموضوع كهذا و لكن عساها أن تكون سبباً في دراسة أوسع و
أعمق في المرويات الشفاهيةتبدأ بجمعها ثم
التحري من صحة نسبتها ما أمكن ثم دراستها و تحليلها و الوقوف على ما فيها من حميد
مفيد و من خاطئ يجب التنبيه إليه و بكل تواضع يمكن أقول إن هذةه الراسة خلص إلى ما يلي :
أ
/ النتائج :
هكذا يمكننا أن نخلص إلى أن آثار
المرويات الشفاهية عن الشيخ فرح علي المجتمع على عامة من سمعوها وعلى مجتمع
الجزيرة خاصة كثيرة و متعددة المجالات فقد شملت التوحيد و الصدق و الأسرة و السلوك الاجتماعي و الحث على التبكير
بالأعمال أي أداء كل عمل في أول وقته .و شاعت عنه أقوال و تنبؤات هيأت من سمعوها
للمستجدات والتغييرات التي ستحدث ومعلوم أن مجرد اقناع الناس بأن يتوقعوا متغيرات
يعد مما يساعد على التنمية والتطور لأن هذا يكون بديلاً للعقلية المحافظة التي
تنكفئ على ما ورثته ليستمر الحال على ما هي عليه وهذا محمود في العقائد و العبادات
ولكن غير محمود في دنيا الإعمار و التَطوُّر.
ب / التوصيات
توصي الدراسة بما يلي :
*إدخال موضوع التصوف والمتصوفة دائرة
الدراسة والبحث العلمي الموضوعي حتى لا يترك بما فيه للعامة والمريدين وحدهم – من يؤيدون
ومن يعارضون ومن لا يبالون و أغلبية المجتمعات من هؤلاء .
إعادة تعليم قصص الشيخ فرح ومقولاته
بالوسائط والوسائل الحديثة بنفس نصوصها بمهارات الدراما الحديثة حيث أنها ما تزال
موجودة في التذكرة وبالتالي فرصتها في التأثير علي المستمع و المشاهد أخوي .
*الدعوة إلى توفير دعاة قدوة وسط الصحيح
.
*
اجراء مزيد من الدراسات عن المشايخ ورجال الدين تنصفهم وفي ذات الوقت تنقي المنسوب
إليهم من الموضوع و المخالف للشرع .
*
الدعوة لكل من يكتم علماً ويخزنه ليفرج
عنه لتعميم الفائدة .
* من المهم والمفيد ان يتاح انتاج الشيخ
كاملاً ؛ نثراً وشعراً مستقلاً عن تعليق
المعلقين حتى تتاح فرصة التعامل معه بدون تأثير على الباحث .
المصادر
و المراجع
1/ القرآن الكريم .
2/ السنة النبوية .
3/الشعراني ، عبد الوهاب، تنبيه المغترين
، كتاب .المكتبة التجارية الكبرى ،أول ش محمد علي ، مصر.
4/ الغزالي ، محمد بن محمد ، البيان
والتبيين ، على هامش كتاب تنبيه المغترين .
5/ أحمد النعمة (دكتور), الشيخ فرح ود
تكتوك ، سلسلة كتاب سنار(20 ).1438هـ/2017 م
6/ أ-عثمان جعفر النصيري , كراسة
هيليلسون ، نصوص بالعامية السودانية العربية .
أوراق
:
7/ د. أحمد محمد أحمد مركز , أمير غني
صالح أحمد , العلاقة بين القضاء والجميع في سنار , ورقة .
8/ د. أحمد عبد الله محمد , دور
التجربة السنارية في تغيير التعليم والتقاليد
في المجتمع السوداني ، ورقة .
9/ د. محمد حسن عطا المنان , الأثر
الديني في أدب الشيخ فرح ود تكتوك، ورقة .
10/ أ. يوسف حسن , دعاة رساليون لا
موظفون , كتاب. دار الجنان ، عمَّان ،2016 م .
11/
أ. يوسف حسن , الدين والسياسة في السودان ,كتاب .دار الأمين ، القاهرة ،2000 م .
مقابلات:
12*أحمد
عبد الرحمن محمد صالح – خريج أولية ،أربعينات
القرن العشرين .
13*
الشفيع يس محمد يس.
14*محمد
عبد المقيت دفع الله .
15/
خليفة محمد ، من مريدي الشيخ المكاشفة ، قرية ابراهيم عبد الله .
16/
عبد الله موسي محمد صالح ، قرية بيضاء الخوالدة .
17/
عبد الباقي يوسف محمد صالح .
18/
عوض الجيد محمد محمد النور ، قرية ود
الجمل الخوالدة.
19/
محمد عوض الجيد محمد – مدرس اولية ، من مواليد1926م
20/
فاطمه أحمد علي.
21/
عائشة محمد عوض الجيد .
[1] قطب الدين بختيار أوشي
[2] محمد الحسيني كيسو دراز
[4] - محمد محمد أحمد كرار، فقه الحركة الإسلامية ، كتاب ، صـ 9 .
[5] - علي
بن الجهم ، الشاعر
[6] عبد العزيز محمد موسى ،
الشيخ ادريس بن الأرباب نموذجاً التجارة
السنارية وبناء الدولة الحديثة ورقة
[14] عبد الوهاب الشعراني ، تنبيه المغترين
، كتاب ص 118-120. (1) الطيب محمد الطيب ، فرح ود تكتوك ،ص
76